اروع قصة حب استمرت 8 سنوات..... والنتيجة
تعرف عليها سنة 1998
كان عمره هو في ذلك الوقت 17 عام وكان هي بسن 15
احبها بصدق وبادلته نفس الحب
كانت بداية العلاقة بينهما على الهاتف والرسائل
وكان عندما يريد أن يراها يكتفي بالمرور من الطريق
الذي يوجد بيتهم فيه كانا يتبادلاً النظرات المليئة بالعاطفة البريئة والحب العذري الذي لا تشوبه شائبة
بقيا على هذه الحال مذة شهرين تقريباً حتى حصلت لهم أول مصيبة وهي ,والد الفتاة حصل على رسالة
مكتوبة لإبنته وكانت ردة فعله عنيفة جداً وهدد ابنته بأنها إن لم تخبره عن الشخص
سوف يقتلها ولكنها رفضت أن تخبره خوفاً من أن يؤذيه ولكنه عرف طريقه اليه وذهب اليه وهدده بأنه إن لم يبتعد عن الفتاة سوف يقتله
كان الشاب خائفاً لأنه ولأول مرة يحصل معه هكذا موقف فتركها ولكن لم يترك حبها لأن الحب حفر مكاناً وأسس اساساً متيناً في قلبه
*بالنسبة للفتاة
تركها والدها حبيسة في البيت ومنع عنها حتى زيارات صديقاتها لها ومنعها من إستعمال أو الرد على الهاتف
بقيت على هذه الحال مدة ليست بقصيرة
كنت اخواتها تعرف القصة كاملةً ولكن يرفضن مساعدتها خوفاً من بطش والوالد
انقطعت أخبار حبيبها عنها وانقطعت اخبرها عنه فلم تعد تعرف ماذا تفعل وهو بالمثل
بعد مرور ستة أشهر من الانقطاع شاء القدر أن يرأف بحالهما فابالصدفة كان الشاب ماراً
من شارع بيتهم كان لديهم في البيت ((مولد)) لأن ولدها كان اتياً من الحج فكان الجميع مشغولون
وكانت هي وحدها على سطح المنزل فلما رأته قادما أحست بخفقات قلبها تتسارع فلم تعرف ماذا تفعل
هذا هو حبيبها يقترب أكثر يا الهي ماذا تفعل هل تناديه لكي يراها ولكنها تخاف أن يراها أو يسمعها أحد
من أهلها ، فعندما اقترب أكثر من البيت همست لعله يسمعهاوفعلاً نظر الى الأعلى ورأها كانت اللهفة والشعور الذي
يعيشانه في هذه اللحظة لا يوصف .
ذهب الشاب في طريقه خوفاً عليها وعلى نفسه لكي لا يراهما أحد فعندها ستكون مشكلة كبيرة ربما والدها لن يكتفي
بحبسها هذه المرة , كانت الحال تزداد سوءاً ولكن ليس باليد حيلة والدها يفرض عليها حصار ولا تستطيع أن تفعل شيء
فكرت ملياً بالأمر لعلها تجدت فكرة ربما تكون سديدة لحل المشكلة التي يمران فيها
فقررت أن تتصل به وتكلمه مهما كلفها ذلك وفعلاً الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
رن جرس الهاتف لديه ورأى رقمها على الهاتف ورفع السماعة ولم يتكلم ولا كلمة لأنه يريد أن يسمع صوتها أولاً
فقالت له الو ,فرد عليها هلا حبيبتي , ردت له الروح فشعر وقتها أنه ولد من جديد تكلما مع بعضهما تقريباً نصف ساعة
وتعاهدا على الحب الصادق والوفي
وطلبت منه أن تراه فقال لها بأنه يخاف عليها من المشاكل فقالت له بأن لن يراه أحد إذا أتى الآن
فقال لها بأنه سيأتي ولكنه لن يتأخر إذا حضر عندها تفادياً للمشاكل
وخرج من البيت وذهب اليها كانت المسافة بين بيته وبيتها 15 دقيقة سيراً على الاقدام
وعندما وصل كانت تنتظره عند الباب الخلفي للبيت فمر من أمام الباب ورأها ورأته فطلبت منه
أن يقترب منها لأنها تريد أن تتحدث معه ولكنه رفض في بداية الأمر خوفاً من أن يراه أحد
ولكنها أصرت على طلبها فوافق لأنه لا يريدها أن تحزن أكثر من الحزن الذي هي فيه
فاقترب منها وكانت دقات القلوب تتسارع والعيون لا تعرف الى اين تنظر الى الحبيبة الغالية
أم الى الشارع خوفاً من وصول أحدهم بالصدفة , فقال لها أحبك فلم تجيبه فقال لها ما بك
قالت له هل تعرف وربما لن تصدقني اذا قلت لك أن هذه هي المرة الأولى في حياتي التي
أقف فيها مع شخص غريب , فقال لها أعرف
قالت له كيف عرفت
قال من الارتباك الشديد الذي تعيشينه الآن ومن نظرات عينيك
فقالت له لا أعرف لماذا أصارع الدنيا لأجلك حتى أهلي لم أعد أحبهم كما ((أحبك))
فقال لها ماذا لم أسمعك جيداً كرري أخر كلمة
فقالت له هامسة
((أحبك))
فقال لها حبيبتي لدي خبر ربما يكون مزعجاً لك
فقالت له ما هو وهل بقي شيء يفرحني في حياتي غيرك انت
فقال لها بأنه سوف يذهب لتأدية خدمة العلم ((الخدمة الالزامية))
فحزنت حزناً شديداً لأن خدمته الالزامية تستمر سنتين وستة اشهر
فقالت له بأنها سوف تنتظره إلى ما لا نهاية وتعاهدا عهدالله بأن لا يخونا بعض
فخرج الشاب من عندها وهو يترك خلفه بحراً من الأحزان تتلاطم أمواجه لا تعرف للهدوء طريق
فسار في طريق العودة إلى بيته وهو نادم على ما قاله لها ، لماذا كان يجب أن أنسحب من حياتها
دون أن تعرف لكي لا تتعذب هذا العذاب ولكن يا الهي لا استطيع فأنا احبها احبها احبهـــــــــــــــــا
حزنت الفتاة حزناً شديداً لأنها فقدت أغلى شيء تملكه بهذه الحياة ((حبيبها)) الذي تملكها من رأسها
إلى أخمص قدميها حبيبها الذي لم تشعر معه إلا بالأمان والحنان فماذا تفعل الآن .
ذهب الشاب إلى الجيش لكي يؤدي واجبه كأي شاب وفي أول إجازة بعد غياب ثلاثة أشهر
جاء إلى البيت وكانت أخته تعرف قصته مع تلك الفتاة فقالت له بأنها أرسلت لك بعض الهدايا
موجودة في خزانتك فقال لها هل هي بخير ،
قالت لم أسمع عنها أي خبر من يوم ما سافرت
سافرت ؟ إلى أين
إلى السعودية وقالت بأنها لن تعود قبل ستة أشهر
وهنا كانت الصدمة على الشاب الذي كان متأملاً بأنه سوف يراها فور وصوله ولكن هيهات
فتح خزانته وكانت هناك رائحة عطر تفوح منها رائحة يعرفها لقد شعر بها قبل هذه المرة
نعم عندما قابلها أخر مرة كانت تضع نفس هذا العطر الذي يشتم رائحته الآن
فتابع مشاهدة تلك الهدايا وكانت عبارة عن كلمة أحبك بكل لغات العالم وصندوق موسيقى صغير
وبعض كروت المعايدة بمناسبة عيد ميلاده
فرح بتلك الهدايا لأنها من أغلى أنسان من حبيبته الغالية وحزن بنفس الوقت على فراقها وهجرها
انتهت إجازته والتحق بمكان خدمته وكانت دائماً معه طيفها لا يفارقه يفكر بها دائماً وكان يسأل عنها
في كل إجازة ولكن لا يوجد عنها أي خبر .
بعد مرور سنتين ونصف انتهت خدمته الالزامية وعاد لإهله رجلاً مختلف لأن من يذهب إلى الخدمة الالزامية
يصبح رجلاً ويتغير أسلوبه بالحياة لأنه يتعايش مع اناس من المجتمعات كافة
كان يفكر بالعمل الذي سيعمله بعد أن أنهى خدمته يجب أن يجد عمل بأسرع وقت لأن ظروف الحياة قاسية وصعبة
كان يحمل الشهادة الاعدادية ولكنها لا تخوله للإلتحاق بأية وظيفة مهما كانت في القطاع العام
فقرر أن يعمل في القطاع الخاص فبدأ يعمل في مجال الكمبيوتر وتدرب بشكل جيد حتى أتقن عمله
وأصبح معروفاًَ على مستوى المنطقة التي يعيش فيها .
كان الشاب طريق عمله من عند بيت الفتاة التي كان ولا زال يحبها ودائماً يمر من عند بيتها لعل وعسى
من خبر أو حتى أمل للقاء.
في أحد الأيام وهو في طريقه إلى عمله مر من أمام منزلها ونظر إلى الباب الذي رأها أخر مرة عنده
وتأمله جيداً وتذكر تللك اللحظات التي جمعته بها ، وتابع مسيره إلى عمله وعندما وصل إلى العمل
قال له صديقه بأن فتاة اتصلت وسألت عنك وسوف تتصل بعد قليل ، لم يكن يتوقع أنها هي
ربما تكون إحدى الأنسات التي تتدرب لديهم في المركز
رن جرس الهاتف فرد صديقه فدار الحديث التالي:
الو
الو مرحبا
اهلا
فلان موجود
نعم لحظة واحدة
فأمسك الشاب السماعة
وقال الو
الو مرحبا
اهلا تفضلي يا انسة اي خدمة
لأ لكن أريد أن أسألك سؤال واحد
تفضلي
ما هو سبب مرورك بشارعنا كل يوم
وهنا راجع ذاكرته أربع سنوات إلى الوراء
أنه يعرف هذا لصوت جيداً إنها هي
فقال لها مستحيل أنت حبيبتي يا الهي ما هذه
المفاجأة لم أتوقع أن تتصلي إلى هنا كيف حصلتي على الرقم
كيف حالك كيف صحتك يا الله سبحانك أنا اليوم أسعد إنسان بالعالم
فجأة توقف عن الكلام وراجع نفسه ربما تكون لا تريد أن تكلمه
فقال لها أسف ربما تماديت معك بالكلام أسف جداً
فقالت له عفواً ولكن لا اريدك أن تمر بشارعنا مرة أخرى
لأن أهلي مستائين منك ولا يريدون أن يرونك وبالذات والدي وهذا يؤثر علي سلباً
فقال لها أنا اسف مرة أخرى وثقي تماما بأني لا أريد ان أسبب لك المشاكل
واعتباراً من اليوم سأغير طريقي
فقالت له لا حبيبي لماذا تريد أن تحرمني من رؤيتك
وهنا قال لها أنت طلبتي ذلك
فقالت له كنت أريد أن أعرف أنك مازلت تحبني أم لا
قال لها لم تغيبي عن بالي لحظة واحدة وتريدني أن لا احبك
ستبقين حبيبتي إلى الأبد وأنا عاهدتك عهد الله وسأبقى على عهدي
فقالت له أريد أن أراك اليوم
فقال لها أين ومتى
قالت نفس الموعد الساعة الثانية ليلاً
فقال لها حبيبتي أرجوك لا أريد أن أسبب لك مشاكل
فقالت أريد أن اراك إني مشتاقة لك
فقال حسناً سوف اتي الليلة بنفس الموعد
انهى المكالمة واصبح يفكر هل أذهب اليها أم لا واذا رأني أحد ماذ سيحصل
أصبحت افكاره مشوشة ولم يعد يستطيع التركيز
فقاطعه صديقه بسؤال من هذه الفتاة هل تعرفها من قبل
قال نعم منذ اربع سنوات تقريبا
وهل تحبها
أحبها ؟ قل هل تفكر في غيرها انها أسرتني ولم أعد استطيع الفرار من هذا الحب
الصديق بنظرة مكر : الله يهنيك فيها
لم يرتاح الشاب لنظرة صديقه وأحس انه سيكيد له ولكنه لم يشعره بذلك
انتهى العمل وذهب الشاب الى بيته
أعزائي سأسهل عليكم الامر واذكر الاسماء
وبدأ ينتظر مرور الوقت ويحسبه بالثواني أصبحت الساعة 1.30 بعد منصف الليل فجهز نفسه أحمد وخرج من البيت
وتوجه الى بيت حبيبته التي لم يراها من أكثر من سنتين كان الشوق في قلبه يشتعل
أقترب من البيت فرأى النور الذي على باب البيت مطفي فتأكد من أنها تنتظره أقترب من باب البيت فسمع صوت
يقول له ادخل بسرعة فدفع الباب بهدوء ودخل فرأها كانت قد تغيرت عن ذي قبل
فقال لها مرحباً يا اعز الناس قالت بخجل اهلا بك قال لم أفقد الأمل ولو للحظة بأن نعود لبعض
قالت وأنا أيضاً لم أفكر بشخص غيرك
قال ((نغم))هل تحبيني
قالت حبك متربع على عرش قلبي وهيهات من يهز هذا العرش غيرك
قال حبيبتي الله يشهد على كل يوم عشتوا من دونك انو أمر من المرار وما كان محسوب من عمري
فتحدثا عن الأيام أو بالأحرى السنين التي مضت وهم بعيدين عن بعض فروى كل واحد منهم كيف كان
يعيش ويصبر على الفراق
فسألها عن علاقتها مع أبيها فقالت بأنها أفضل من الأول وأنه فك عنها الحصار الذي كان مفروض عليها
فحمد ربه أنها عادت له وقال لها بأنه سيمر كل يوم من هذا الشارع فقط لكي تراه ولا يحرمها من رؤيته
فودعها وذهب
بقيا على هذه الحال مدة ستة أشهر تقريباً يراها في الليل وتكلمه بالهاتف في النهار طبعاً كانت الرسائل بينهما
لا تنقطع رغم أنهم يتكلمون مع بعض على الهاتف وحتى أنهم يرون بعض
وفي أحد الأيام اتصلت نغم على المركز الذي يعمل فيه أحمد فرد عليها صديقه لأن أحمد لم يكن موجوداً
فقالت له أحمد موجود قال لا ليس موجوداً جاءت فتاة الى المركز وخرج معها وربما يتأخر
لم يكن أحمد يسيء التصرف مع صديقه أبداً بل كان يكن له خالص الاحترام ولكن هذا الصديق لا يقدر ولا يعرف
معنى الاحترام
فقالت نغم له هل تعرف من هي تلك الفتاة التي خرج معها قال لها كلا فأنا أول مرة أشاهدها غضبت نغم قبل أن تعرف
أو حتى تستفسر من تكون تلك الفتاة
كانت تلك الفتاة خالته وجاءت اليه لكي يذهب معها إلى الطبيب وكان صديقه يعرف أنها خالته ولكنه صديق حقود وماكر
عاد أحمد إلى المركز فإذ بصديقه يبادره بالكلام لقد اتصلت نغم وهي غاضبة جداً وتريد التكلم معك
فقال له متى اتصلت قال منذ نصف ساعة تقريباً وربما تتصل بعد قليل
تعجب أحمد لماذا تكون غاضبة يا ترى فهو لم يفعل شيئاً يغضبها ربما لأنه لم يذهب على الموعد بالأمس
فجلس أحمد مشوش الأفكار ينتظر هاتفها وبعد ساعة من الانتظار رن جرس الهاتف فرفع أحمد السماعة طبعاً سأكتب
الحديث باللغة العامية
ألو
ألو مرحبا
هلا حبيبتي
نغم:أحمد أرجوك انسى انو عندك حبيبة اسمها نغم ولا تلعب بمشاعري أكثر فوالله أنا أحببتك من كل قلبي
ولا أريد أن أكون السبب في الفراق ولكنك أنت ستكون سببه
حبيبتي شنو القصة ليش زعلانة ومعصبة بعدين أي فراق وأي تلاعب بالمشاعر والله ماني فهمان شي
مين البنت اللي جاءت لعندك للمكتب وطلعت معاها
أحمد يضحك ههههههههه حبيبتي قصدك خالتي
نغم بتعجب خالتك
أيوه خالتي ليش الواحد ممنوع يطلع مع خالته
أحمد أنت تضحك علي ولازم أعرف مين هذه البنت اللي كانت معاك
حبيبتي وحياتك خالتي وحتى رحت معاها على طبيب الاسنان لأنها ما تحب تروح لوحدها
بعدين مين اللي خبرك أني طلعت مع بنت
صديقك اللي معاك بالمركز حتى قال أنو أول مره يشوفها
صديقي ؟ صديقي يعرف أنها خالتي لحظة خليكي معي عالخط
فنادى أحمد صديقه وقال له ماذا قلت لنغم عن خالتي اللي وصلتها لعند الطبيب
طبعاً نغم تسمع كل الكلام
الصديق مبرراً لموقفه : لأ لكن حبيت اعملها مزحة معاها حتى أعرف أنها تغار عليك أو لا
أحمد لصديقه لو سمحت هذه المواضيع لا يوجد فيها مزح أرجوك
وتابع حديثه مع نغم هل صدقتي حبيبتي أنها خالتي وبعدين لا تحكمين على الأمور قبل ما تتأكدين
كانت هذا الأمر الوحيد الذي لم يعجبه فيها أنها تحكم على الأمور قبل أن تتأكد من صحتها
وصارحها بهذا الشيء.
بقي العاشقين على هذا الوضع حتى اقترب شهر رمضان وفي هذ الشهر الفضيل انفتحت لهما أبواب الرحمة
فأصبحا يتقابلان بعد الافطار ووقت السحور طوال ايام الشهر الفضيل
((ملاحظة)) من بداية علاقتهما لم يفكرا بأي شيء يغضب الله سبحانه وتعالى
كانت علاقتهما عذراء كانا اثنين ولكن الشيطان لم يكن ثالثهما
بقيا على هذه الحال حتى نهاية سنة 2003
وفي السنة الجديدة 2004 لا يعرف الانسان ماذا يخبئ له القدر
أحمد . جاءه عرض للعمل في لبنان وكان يجب أن يسافر في أقرب وقت لأن عمله يبدأ أول الشهر الثاني ((شباط))
ولكن كيف سيبلغ نغم بهذا الأمر فهي لم تصدق أنه عاد اليها بعد فراق طال ثلاثة سنوات كان متردد هو لكن ظروف الحياة قاسية
ويجب عليه أن يسافر فهذه فرصة لا تعوض
يوم الاحد 2004/1/24
كان يوم شتائي بارد اتصلت نغم على أحمد وقالت له
حبيبي اريد أن أراك الليلة لأمر مهم جداً فقال لها عسى ما شر قالت لا تخاف حبيبي أمر بسيط
انشغل بال أحمد وأصبح يضرب أخماس بأسداس وكان يريد أن يعرف ما هو هذا الامر
انهى أحمد عمله في الليل كان يتعمد أن يتأخر في العمل ليلاً لكي يذهب مباشرةً اليها
ذهب أحمد وعندما وصل فتحت له الباب ولكن هذه المرة ليست كسابقاتها نغم حزينة جداً
ماذا حصل حبيبتي هل انت بخير هل ضربك والدك مرة اخرى هل هل هل واسئلة كثيرة
فرتمت نغم على صدر احمد ولأول مرة منذ اربع سنوات وأخذت تبكي بشدة وبحزن فقال لها ارجوك حبيبتي
ماذا حصل فنظرت في عينيه دموعها تسيل على خدودها فقالت له حبيبي أريد أن أودعك
ماذا تودعيني إلى أين
نعم سأسفر الى السعودية والدي حجز لنا وسنغادر الساعة السادسة صباحاًولن أعود قبل ثمانية أشهر
في هذه اللحظة حزن أحمد كثيراً لأنه سيفارقها مرة أخرى ولكن هذه المرة ستكون أصعب من المرة السابقة
لأنه تعود عليها وعاش معها أكثر من ما عاش مع أهله
في نفس الوقت كان قد استسلم للأمر الواقع لأنه سيسافر هو أيضاً
فقال لها حبيبتي لدي خبر لكِ سأسافر أنا أيضاً إلى لبنان وكنت أبحث عن الطريقة التي سأخبرك فيها عن سفري
ولكن الآن اتضح كل شيء فأنت ستسافرين وأنا ايضاً ولن نترك في هذا الوطن سوى الذكريات الجميلة
ازداد حزن نغم كثيراً على حبيبها لأنها ربما كانت ستستطيع أن تكلمه من السعودية على هاتف العمل أو المنزل
أو حتى الهاتف المحمول ولكن الآن سيترك البلد ويغادر كيف ستعرف الطريق اليه
فعلاًً كانت بداية عام محزنة
بقي الحبيبان مع بعضهما حتى ساعات الفجر الأولى وجاء وقت الفراق
الساعة الخامسة وخمس دقائق صباحاً
قالت له حبيبي كيف سأكلمك وأنت في لبنان هل لديك اي رقم أو اي شيء حتى يصلني بك
قال لها حبيبتي فور وصولي الى هناك سوف اكلم اختي واعطيها رقم أقرب هاتف الي وانت بدورك تتصلين وتأخذين
الرقم من عندها.
ودعا بعضهما وكانت لحظات محزنة جداً لأنهم ما لبثو ن التقو ببعض حتى افترقوا من جديد
ودعا بعضهما على لكن ايمانهم بالله كبير انه سيجمعهما مرة اخرى
فخرج أحمد وترك خلفه بحراً من الأحزان ولكن هذه المرة كان حزنه أكبر لأنه أحس أنه ترك قلبه لديها وخرج
سافرت نغم الى السعودية وبعدها بيومين سافر احمد الى لبنان والتحق بعمله كان عمله بمعرض اسمه ((اكسبو بيروت))
وطبعاً فور وصوله إلى هناك حصل على رقم جوال صديقه واتصل على أهله وأعطاهم الرقم وكلم أخته
إذا اتصلت نغم بها أن تعطيها هذا الرقم فوراً
وباشر عمله في المعرض كان عمله يبدأ الساعة الرابعة مساءً وينتهي في العاشرة ليلاً
وهو على أمل أن تتصل به نغم في أي وقت
ومر أول أسبوع ولا أي اتصال أو حتى رسالة sms وهو لا يعرف ما هي ظروفها هناك ومر الاسبوع الثاني بالمثل
وفي بداية الأسبوع الثالث اتصل احمد على أهله يطمئن على أحوالهم فقالت له أخته بأن نغم اتصلت مرتين وسألت عنك
فقال لها بلهفة كيف حالها هل هي بخير هل اعطيتها الرقم فقالت له نعم أعطيتها الرقم وستتصل بك في أقرب فرصة
فشكر اخته على هذه المساعدة فسألته اخته هل تحبها إلى هذه الدرجة فقال لها الله العليم وحده بالحب الذي يسكن في قلبي
اتجاه هذه الفتاة فشكرها مرة اخرى وانهى المكالمة
وأصبح لديه أمل بأنها ستتصل قريباً وفي يوم 20/ 2 / 2004 الساعة العاشرة والنصف صباحاً
رن جوال صديقه الذي يسكن معه في نفس الشقة فرد على المكالمة فسمعه أحمد يقول
نعم أحمد موجود لحظة فأخذ أحمد الجوال ودار الحديث التالي:
الو
الو مرحبا احمد
هلا ومرحبا
أنا صديقة نغم
اهلا وسهلا اختي طمنيني عن نغم انشاء الله بخير
نغم الحمدلله بخير وتسلم عليك وهي رجعت على سوريا
رجعت متى
من يومين
لكن هي قالت لي انها ما راح ترجع قبل ثمنية اشهر
رجعت لأن اقامتهم انتهت بالسعودية
طيب اختي وهي ما تقدر تكلمني
انت تعرف ظروفها بالبيت لكن راح احاول اخليها تأتي لعندي وتكلمك
مشكورة اختي والله ما اعرف كيف اردلك هالمعروف
سلميلي عليها وقولي لها اني احبها
طيب احمد وانت متى ترجع
نهاية هذا الشهر انشاء الله
اوكي باي
الله معك
وانهى المكالمة
فسأل نفسه أحمد لماذا قلت لها اني سأعود نهاية هذا الشهر وأنا لم أكمل شهري الأول و عقدي مع الشركة ستة أشهر
يا الهي ماذا فعلت بي نغم وهل سأترك عملي لأجلها يا رب ساعدني
فسأله صديقه ماذا هناك يا أحمد هل أهلك بخير
أحمد لا يجيب
أحمد ........أحمد ..........هيييييييييييييييي
هاااااااا... نعم ....اسف ولكني شردت قليلاً ارجوك اعذرني
لم تجبني هل اهلك بخير
نعم الحمدلله
ولكني اراك متضايق جداً
لا لاتهتم للأمر موضوع خاص وسأعالجه بطريقتي
فلم يحب صديقه التدخل بخصوصياته وأكتفى بقوله الله يعينك
وفي اليوم التالي أحمد ينتظر ولكن بدون فائدة ومر يومين وفي اليوم الثالث بينما كان أحمد في العمل
وصلت رسالة الى جوال صديقه مكتوب فيها
أحمد انا رجعت وأريدك تكون معي لأني محتاجة لك ((أحبك))
فحاول أن يتصل على الرقم لكن بدون فائده لا يوجد رد
في اليوم التالي الساعة السابعة مساءً كان أحمد مشغول جداً
ومعه صديقه رن الجوال أحس أحمد ان المكالمة له فقال لصديقه ممكن الجوال فنظر الى الرقم
كان يختلف عن الرقم الذي اتصلت منه صديقة نغم ويختلف عن الرقم الذي وصلت منه الرسالة
فأجاب على المكالمة:
الو
الو مرحبا
لم يصدق احمد انه يحلم أكيد انه يحلم كلا .... نعم هذا صوتها
هلا حبيبتي هلا يا عمري طولتي علي ليش كل هالقسوة حرام عليكِ
هلا حبيبي هلا يا غالي أخبارك حبيبي اخبارك يا عمري والله مو بيدي لكن اليوم حتى صحتلي الفرصة
المهم حبيبتي انت كيف صحتك طمنيني ومتى رجعتي عالوطن
حبيبي ما راح اكون بخير الا ترجع
راجع حبيبتي راجع نهاية الشهر والله مشتاق لك مووووت
وانا والله ما غبت عن بالي لحظة
اوكي حبيبتي ما راح أطول عليكِ
اوكي حبيبي لكن أوعدني أنك ترجع أخر هذا الشهر
خلص حبيبتي وعد الله أني أرجع نهاية الشهر
اوكي حبيبي باي يا عمري انا انتظرك
باي حبيبتي
وهنا رجعت الابتسامة على وجه أحمد الذي كان دائماً عابس في وجه الزبائن
وعندما انتهى العمل في الليل قال أحمد لصديقه عازمك اليوم على العشا لأني مبسوط عالأخر
خير انشاء الله ليش مبسوط
لأني اتكلمت مع اغلى انسانة بحياتي
ولأنها كلمتك راح نتعشا على حسابك اليوم
نعم
روح انشا الله كل يوم تكلمك مشان نتعشا كل يوم على حسابك
وذهب أحمد وصديقه إلى المطعم وجلسوا على الطاولة وطلبو العشا
فسأله صديقه أحمد سمعتك تقول لها أنك راجع نهاية الشهر كيف وأنت عقدك ستة أشهر مع الشركة
لا اعرف يا صديقي ولكني حسيت أني لازم أرجع بأسرع وقت
والعمل يا أحمد
لا أعرف
طيب أنا سأكلم لك المدير يعطيك إجازة كم يوم لكي تذهب وتراها
صحيح أكون لك من الشاكرين وتكون فضلت علي إلى الابد لأني والله مشتاق أشوفها
انتهى العشاء وذهب الشباب الى البيت
ودخل كل واحد منهم الى غرفته
كان احمد لديه دفتر مذكرات صغير يكتب فيه مذكراته كل يوم في الليل يجلس مع ذلك الدفتر
ويكتب فيه
اقتربت نهاية الشهر والمدير لم يوافق على الإجازة لأن أحمد لم يكمل شهره الأول ولا يحق له
أن يطلب إجازه إلا بعد مرور شهرين
ضاقت الدنيا على أحمد ولم يعد يعرف ماذا يفعل لقد وعدها انه سييرجع ولن يخلف في وعده
انتهى الشهر وبدأ شهر جديد كان أحمد يخطط لأمر لا أحد يعرف ما هو ولكنه ينتظر حتى يستلم
الراتب وفي نفس اليوم الذي استلم فيه الراتب وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر
قال لصديقه أرجوا أن تعتذر لي من المدير وتقول له أن أحمد لن يستطيع الإستمرار في العمل
وإن الشخص الذي ينتظرني في الوطن أهم من أي عمل في العالم
ماذا تقول يا احمد أنت مجنون هل ستترك عملك من أجل فتاة لن تقدم في حياتك ولن تأخر
في هذه اللحظة غضب أحمد من صديقه غضب شديد وقال له هي كل حياتي ولن أتخلى عنها
فحمل حقيبته وإتجه إلى محطة السفريات ((الكراج)) فوجد أقرب رحلة تنطلق الساعة 4 مساءً حجز عليها وانطلق
وصل أحمد الى بيت أهله الساعة الرابعة فجراً ودخل إلى البيت الكل نائمين فوضع حقيبته ودخل الى غرفته
ونام فيها كان متعباً من السفر والتفكير في نفس الوقت ولكن كل هذا يهون لأجل نغم
في صباح اليوم التالي استيقظ احمد وسلم على الاهل
فأخذ اخته الى غرفته وسألها هل اتصلت نغم فقالت له لا فإستغرب
فسألته اخته هل عادت من السعودية فقال لها نعم وهي الان هنا ولكن لا اعرف كيف ساتصل بها
تناول احمد الافطار مع أهله واستأذن ليخرج بحجة أنه لديه أعمال يجب أن ينهيها قبل أن يعود الى لبنان
فذهب أحمد إلى نفس المركز الذي كان يعمل فيه فطلب من صاحب المركز بأنه سيعود إلى العمل لديهم
فرحب به لأنه هو من كان يدير العمل في المركز وكل الزبائن تحبه
ولكنه قال لصاحب المركز أنه لن يباشر العمل قبل ثلاثة ايام فوافق صاحب المركز
وكان أحمد يمر من أمام منزل نغم في اليوم الواحد عشرون مرة عسى ولعل أن يراها أو هي تلمحه
ولكن بدون فائدة
مضت ثلاثة أيام فاتصل صديق أحمد من لبنان وقال له بأنه يستطيع أن يعود إلى العمل إذا يريد
فكر أحمد بالموضوع وقرر أنه سوف يعود إلى لبنان لأنه لم يرى نغم
فذهب الى صاحب المركز واعتذر منه لأنه سوف يسافر ولن يستطيع العودة للعمل لديه
وفي هذه الاثناء وهو جالس عند صاحب المركز اتته رسالة على جواله كتب فيها
حبيبي أحمد أنا في البيت واريد أن اراك الليلة المرسل ((نغم))
فقال أحمد لصاحب لمركز على الفور بأنه سيباشر بالعمل من الصباح
فرح صاحب المركز واستغرب بنفس الوقت لأنه كان منذ قليل يعتذر ويريد أن يسافر والان يريد ان يباشر العمل
في هذه الاثناء كان أهل أحمد يعرفون أنه سيسافر الليلة
اتصلت نغم على اهله فردت عليها اخته فقالت لها نغم اين احمد قبل حتى ان تسلم عليها
فردت عليها ذهب ليحجز لأنه سيسافر الليلة
فقالت لها نغم أرجوك لا تدعيه يسافر قبل أن يكلمني واغلقت الخط
ذهب أحمد الى البيت فقالت له اخته لقد اتصلت نغم وتقول لك لا تسافر قبل أن تكلمها
فقال لها متى اتصلت
قالت منذ نصف ساعة تقريباً
فجلس أحمد ينتظرها لعلها تتصل وفعلاً بعد نصف ساعة من الانتظار رن الهاتف
الو
الو مرحبا
هلا حبيبتي وينك انا منذ اربعة ايام هنا ولا اراك حرام عليكِ
حبيبي والله مو بيدي غصب عني وبعدين اشرحلك اللي حصل معي وراح تعذرني
طيب اوكي
سمعت انك راح تسافر اليوم
نعم وحجزت الساعة 12 ليلاً
نغم صمتت ولا كلمة
الو الو نغم حبيبتي ردي علي
ههههههههه زعلتي مني لأني بدي اسافر خلص غيرت رأيي
حبيبي انا ما صدقت انك رجعت وانت الآن تقول لي انك ستسافر
لأ حبيبتي أنا الصراحة كنت ناوي أسافر لكن بعد ما وصلتني الرسالة منك على الجوال غيرت رأيي
فرحت نغم كثيراً وقالت له اريد أن اراك الآن تعال بسرعة فقال لها
اوكي ولكني لن ادخل لأن الوقت مبكر الان واخاف ان يرانا احد فقالت له اوكي
فذهب أحمد ومر من أما بيتها وعندما وصل أمام الباب فتحت نغم الباب قليلا ونظرت اليه
فأحس ان الدنيا كلها تبتسم له وهمس لها بأنه سيأتي في الليل في نفس الموعد المعتاد
ذهب أحمد في الموعد وكانت نغم تنتظره وعندما رأها كأنه لم يراها منذ سنوات فإرتمت نغم على صدره وأخذت تبكي
وتقول له أرجوك لا تتركني حبيبي فأنا من دونك لا أستطيع العيش أحبك أحبك أحبك فأخذ أحمد يدها وقال لها حبيبتي
ثقي تماماً بأني لم ولن أفكر بأي فتاة تكون زوجتي بهذا العالم غيرك انتي وبإذن الله سنكون لبعض مهما بعدنا عن بعض
حبيبتي لم تقولي لي لماذا لم تكلميني فور وصولي إلى الوطن فلولا الرسالة التي وصلتني في اخر لحظة لكنت سافرت
حبيبي سأخبرك بكل شيء منذ أربعة أيام جاء عمي الينا وتحدث مع والدي لكي يخطبني لأبنه فسألني والدي عن رأيي
فقلت له بأني أعتبر ابن عمي مثل أخي لأننا عشنا مع بعضنا منذ كنا أطفال صغار ولا يربطني به شيء سوى الاخوة
فكيف أقبله زوجاً في المستقبل فكانت ردة فعله قاسية جداً فضربني حتى تركني طريحة الفراش لمدة ثلاثة أيام ولكني
لم ولن اوافق على الزواج من ابن اخيه لأني والله لا أعتبره إل كأخ لي ، وهذا ما منعني من رأويتك أو حتى الاتصال بك
بقيا مع بعضهما الى الفجر تقريباً فقال لها حبيبتي يجب أن أذهب لأن الوقت تأخر كثيراً وأنا وعدت صاحب المركز بأن
أباشر العمل منذ الصباح فقالت له لن تسافر اليس كذلك لن تتركني وحدي قال حبيبتي لو سافرتي الى اخر الدنيا سوف الحق بك
أما أنا لن اسافر الى اي مكان سأعمل هنا في هذا البلد الغالي الذي جمعني بك فكيف اتركه واسافر وهو الذي جمعنا مع بعضنا
خرج أحمد متجهاً إلى بيته كانت الساعة تشير الى الخامسة صباحاً ويجب عليه أن يكون الساعة التاسعة في المركز
دخل الى البيت وكان والده مستيقظاً فقال له أين كنت يا بني إلى هذا الوقت لقد انشغل بالي عليك صباح الخير أبي
لقد كنت ساهراً مع رفاقي ، أبي أريد أن أتكلم معك في موضوع مهم تكلم يا بني ماذا لديك أبي أنا لن أسافر إلى لبنان
لماذا لأني سأعود إلى عملي هنا في نفس المركز فقال له والده أنت تعرف مصلحتك وأنت تعرف المكان الذي يناسبك
ففعل ما تراه مناسب والله الموفق يا بني أبي هناك موضوع أخر أهم بكثير من الموضوع الأول تكلم يا بني أنا أسمعك
أبي أريدك أن تخطب لي ، الأب مبتسماً لقد أصبحت رجلاً وتريد أن تتزوج حسناً ومن هي سعيدة الحظ فتاة بيتها قريب
تقريباً من بيتنا وربما تعرف والدها أنه رجل معروف لأنه غني جداً .
الوالد : غني جداً وهل سيقبل بك يا بني كزوج لأبنته لماذا لا يقبل بي وهل انا ناقص عين أم اذن
كلا يا ولدي فهؤلاء الأغنياء لا يفكرون إلا بالمال وربما لا يناسبه مستوانا ، أبي أنت أفعل ما عليك والباقي على الله
حسناً يا بني والان أذهب لترتاح قليلاً فأنت لم تنم
دخل أحمد غرفته أصبح يفكر هل سيوافق والد نغم أم نه سيرفض وأصبحت أفكاره تتلاطم كأمواج البحر الهائج
ملاحظة : والدة أحمد متوفية منذ العام 1990 ووالده متزوج إمرأة أخرى
عائلة نغم عائلة غنية وعائلة أحمد عائلة متوسطة
استيقظ أحمد متأخراً وذهب إلى عمله وعندما دخل إلى المركز تفاجئ بأنسة تجلس على المكتب الذي تركه قبل أن يسافر
فقال لها صباح الخير يا أنسة
صباح الخير
هل أنتي تعملين هنا
نعم ، هل أستطيع مساعدتك
لا ولكن أنا أعمل هنا أيضاً
منذ متى فأنا لم أراك هنا أبداً
نعم كنت أعمل هنا وتركت العمل بسبب سفري خارج البلد وها أنا أعود الان
أهلاً وسهلاً بك
أنا اسمي أسماء
تشرفت بمعرفتك
أنا أحمد
دخل صاحب المركز ، صباح الخير
صباح الخير
اهلا بالاستاذ احمد ، أنسة أسماء ، أحمد من أفضل الموظفين لدينا بالمركز وستتعلمين منه الكثير وهو لن يبخل في تعليمك
أليس كذلك يا أستاذ أحمد
أكيد فأنا لا أبخل على أحد بشيء أستطيع فعله
بدأ أحمد بعمله وكان دائما يترك أسماء تعمل معه لكي تتعلم
مضى أسبوع على رجوع أحمد إلى العمل وكانت نغم شغله الشاغل يكلمها في الهاتف نهاراً ويذهب ليراها ليلاً
في أحد الأيام وبينما كان يبرمج أحد الأجهزة كان دائماً يضع كلمة مرور أو كلمة سر للجهاز هي نغم
فحاولت أسماء أن تشغل الجهاز وعندما طالبها الجهاز بكلمة المرور سألت أحمد ما هي الكلمة فقال لها نغم
فقالت له لماذا هذا الأسم بالذات قال لأنه يعني لي الكثير الكثير فقالت أسماء لقد ذكرتني بصديقتي نغم لم ارها منذ
مدة طويلة فالمسكينة تعاني من أهلها الكثير ووالدها دائماً يظلمها
في هذه اللحظة وقف أحمد بتعجب وسألها هل تعرفين نغم منذ متى وكيف
قالت له لا تقل لي أن هذا الاسم يعني نغم التي أعرفها أنا
قال أحمد ربما لأن الكلام الذي تكلمتيه ينطبق عليها فهي كما قلتي مظلومة عند اهلها
فقالت له اسماء منذ متى وأنتما مع بعض
قال لها احمد فقط منذ ستة
قالت أسماء ستة أيام ستة أشهر
قال أحمد ستة سنوات وأنا اصارع جميع أنواع المشاكل والعذاب التي تواجهني ولن أتخلى عنها لحظة واحدة وهي بالمثل
قالت أسماء ستة سنوات وهل فكرت أن تخطبها من أهلها
قال قريباً إن شاء الله
قالت هل تتوقع أن والدها سيوافق فأنا أعرفه جيداً أنه انسان يحب المال
قال انشاء الله سيوافق
مر أسبوع وأحمد ونغم لم يتقابلا بسبب المشاكل بينها وبين أهلها ولكن كانت أسماء الوسيط بينهما فلقد كانت تنقل لهما الاخبار
وتطمئن كل واحد عن الاخر
فقرر أحمد أن يرسل أهله لكي يخطبوا نغم
وجاء اليوم الحاسم
ذهب والد أحمد ومعه ((جاهة)) كما تسمى في بعض الدول فرحب بهم والد نغم ولكنه لا يعرف بأنهم حضروا لكي يخطبوا نغم
وعندما تكلموا بالموضوع كان جواب والدها التالي:
أبنتي موقوفة لأبن عمها ولا أستطيع أن أفعل شيء فأنتم تعرفون عاداتنا وكيف إذا ابن العم اراد ابنت عمه لا أحد يستطيع رده
فأنا اسف جداً وشرفتنا زيارتكم وحياكم الله (( يعني طردا بالمعروف كما يقولون ))
خرج والد أحمد وهو غاضب أشد الغضب لأنه لا يوجد بني أدم على وجه الارض يتصرف كما تصرف والد نغم
عاد أحمد إلى البيت متلهفاً لكي يعرف الجواب فكانت تلك الصدمة القاسية عليه فماذا يفعل لقد سد والد نغم جميع المنافذ عليه
بعد أن عرف والد نغم بأن العلاقة لا زالت مستمرة بين أحمد ونغم فرض عليها الحصار مرة أخرى وحتى أسماء التي كانت
مع أحمد بالمركز لم تعد تراها فانقطعت عن أحمد أخبارها ولم يعد يعرف ماذا سيفعل هذه المرة ومضت أيام وأشهر
ولكن بدون فائدة ...
وفي يوم 9 / 11 / 2004 م الساعة 7.10 مساء
رن هاتف المركز فأجاب أحمد على الهاتف فلم يصدق ما يسمع إنها هي إنها الحبيبة الغالية
أهلا حبيبتي كيف حالك كيف صحتك حبيبتي لن أتخلى عنك أبداً أقسم لك حبيبتي إن الله لا ينسى عباده المظلومين
ردت نغم بصوت حزين ، تمزق قلب أحمد من شدة حزن ذلك الصوت
فقالت له حبيبي أني مسافرة ولكن هذه المرة لن أعود وأخذت تبكي وتبكي لأنه لا يوجد أحد يواسيها سوى البكاء
حبيبي أرجوك أنسى نغم التي أحبتك بصدق ولم يخفق قلبها لغيرك ولم تعرف إنسان غيرك
حبيبي أنساني أرجوك لا أريدك أن تتعذب لأني لن أعود أبداً أبداً
لم يصدق أحمد الكلام الذي يسمعه فقال لها حبيبتي أقسم بالله العظيم بأنني لن أتزوج
ما دمت أعرف بأنك عزباء حتى ولو كنتي في أخر الدنيا لن أتركك
فسألها أحمد متى ستسافرين قالت الساعة العاشرة الليلة
فقال لها حبيبتي أني أريد أن أراكِ قالت حبيبي لن تستطيع فأنا لا أستطيع حتى الخروج من غرفتي
قال لها سوف أكون عند بيتكم عندما تخرجين ووصف لها المكان الذي سيقف فيه لكي تراه
وفي التاسعة والنصف ذهب أحمد إلى هناك ووقف ينتظرها لتخرج وفعلاً خرجت ومعها والدها
وكانت النظرة الأخيرة لهما فأشار له بيده من بعيد ووضعها على قلبه
فركبت نغم في سيارة والدها تودع حبيبها بأخر نظرة مع دموعها التي تنساب على خدودها
وعندما انطلقت السيارة أحس أحمد بأن قلبه يريد أن يخرج من مكانه أنه لا يصدق ما يجري
لا أرجوكم أعيدوها لي أنها حبيبتي لماذ هذا الظلم يا بني البشر لماذا أليس لديكم قلوب تحب
أليس لديكم مشاعر تعرف معنى الحب ـ
يا الله أني أحب عبدك هذا فيك يا رب أعده الي لأنه لا يعلم ما في القلوب إلا أنت سبحانك ربي
ذهبت نغم وذهبت معها جميع الذكريات لم يعد أحمد يفكر في شيء سوى نغم فلقد كانا يخططان
كيف سيكون بيتهما في المستقبل ماذا سيكون أسم طفلهم الأول كم طفل سيكون لديهم وأحلام كثيرة
قضى على تلك الأحلام رجل لا يخاف الله ولا يعرف الرحمة
بعد سفرها بأربع أشهر أتصلت نغم على أحمد من السعودية وقالت له بأنها لا زالت على عهدها
وبإذن الله لن تنقض ذلك العهد .
كانت تلك أخر مرة يسمع أحمد فيها صوت نغم
وهو الان لا يعرف عنها شيء طبعاً سمع أنها تزوجت في السعودية ولكنه لم يصدق ما سمع
وأحمد الان أيضاً في السعودية لأنه وعدها وقال لها بأنه لن يتركها حتى ولو كانت في أخر الدنيا
فأرجو من أخواتي السعوديات من تعرف عن ((نغم)) شيء أن تقول لها بأن أحمد لا يزال على عهده.
رب صدفةٍ خير من ألف ميعاد ، فلربما كانت أحد من يدخلون إلى هذا المنتدى الرائع
أو تكون إحدى صديقاتها لتقول لها بأن أحمد موجود في السعودية
عسى أن يكون هذ المنتدى من يجمع أحمد بنغم مرة أخرى
لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة
تمت