يجذب الشعر اهتمامات عامة وضئيلة في الوقت الحاضر ويمكن أن نقول أنه من الصعوبة أن نعتقد بأن له أهمية خاصة... بيد ان كل انسان درس تاريخ المدينة يجد أن من الصعوبة بمكان الهروب من الاستنتاج التالي وهو:
ان الشعر يحتل دائما الموقع المركزي في حضارة الانسان اذ ان من العسير وجود مجموعة حتى لو كانت بدائية لا تملك شكلا من اشكال التعبير الشعري. وحتى اكثر الشعوب الهمجية تردد الاغاني والقصائد الشعرية التي لا يمكن التخلي أو التغاضي عنها وكان الشعر قد نماو ازدهر في المدنيات الموغلة في القدم مثل المدنيات العراقية والمصرية وكان عنصرا بارزا كل في كل حضارة تقريبا وحتى وقتنا الحاضر واينما ظهر الشعر فإنه لا يستخدم فقط كوسيلة للمتعة بل انه يستخدم كأسلوب في التعبير عن المشاعر الجياشة والأفكار الخاصة بالمعتقدات الدينية والمبادئ الخلقية ويعتبر الشعر في الصين واليابان مهما بصورة تقليدية في الثقافة والإرشاد الخلقي وحتى في أساليب الحكم عندهم ان الافتقار الى الإهتمام الواسع بالشعر في الوقت الحاضر لا يعني ان الشعر اصبح ميتا كما يعتقد بعض النقاد ، ان مقاليد الشعر اذ ما قيست بمعايير أساليب الدعاية الحالية فإنهم يعتبرون مجموعة صغيرة جدا إلا أنهم لا يستجيبون بدرجة كافية لتأييد نشر اعداد هائلة من القطع الشعرية الجديدة فلماذا يكون الشعر الذي هو اكثر صعوبة في الكتابة والقراءة ؟ وقد إحتل تقريبا ودائما أكثر من النثر المركز البارز في الحضارة الحالية في العالم لأن اللغة هي أكثر الأوساط مرونة وتعقيدا في التعبير بيد ان اي شخص يمكن ان يشعر في وقت من الاوقات بان للغة حدودها الواسعة ومن ناحية اخر يمكن ان ننقل بدقة متناهية الاختلافات الاعتيادية ان لغة الشعر هي لغة الحياة ومادتها الاولى وهي تجربة وجدانية بحتة ولا يمكن للغة الاعتيادية وصفها بل تحتاج الى تركيز في اللغة وقوة كبيرة في التعبير ان الشعر وسيلة حية ومؤثرة لسرد الوقائع الحياتية وجعلها اكثر تعبيرية وروعة والشعر يتألف مع المشاعر الانسانية ويمكن أن ينظمها في مساحات هائلة وكبيرة وبطريقة رائعة وذات معنى خلاق...
--------------------------------------------------------------------------------